بقيت زوجتي لي عروسًا مدة سنة، وعندما وضعت مولودها الأول إنقلبت للنقيض تماماً: أناقتها، عطرها، نظافة المنزل، الإهتمام بي... كل هذا أصبح في الدرجة الثانية والثالثة والرابعة من دائرة إهتماماتها... ولطالما نبهتُها، وجلست معها لنحلّ الموضوع بالحسنى... ولكن لا أسمع منها سوى عبارة تكررها دائماً: ألا يكفي أنني أهتم بإبنك وأرعاه غذائياً وتربوياً؟ ألا يكفي أنه لا ينقصه شيء؟ وعندما أقول لها: إذًا، ينبغي أن تكون للرجل زوجتان: واحدة للأولاد، وأخرى له وحده، فما رأيك؟ عندها تُقيم الدنيا ولا تُقعدها وتخاصمني لأيام... فماذا أفعل معها؟
¤ المعالجة: يقترحها الأستاذ محمد رشيد العويِّد:
إذا أردتَ أن أقول لك رأيي في معاناتك في كلمتين فإني أقول لك: الحق معك!
أقول هذا بإعتباري زوجًا يعاني مثل ما تعانيه، بل قل عانيتُه طوال ثلاثين سنة مضت بعد إنجاب زوجتي مولودها الأول، ولم أنجح حتى اليوم في جعلها تُقدِّمني على أبنائنا.
ولسنا، أنت وأنا، وحدنا نعاني ذلك، بل يعانيه ملايين الأزواج في العالم.
إن تَعَلُّقَ الأم بولدها تعلُّق عظيم، كبير، وحبها له حب هائل، قويّ، عميق، لا يمكن أن يساوي، ولا أقول يفوق، حبها لزوجها.
وعليه أقول لك: هوِّن ذلك على نفسك، وقدِّر أنها حملت طفلها تسعة أشهر كرهاً، ووضعته كرهاً، حملته وهنًا على وهن، فلا تساوي نفسك به، لأنها لم تحملك كما حملت طفلها ساعة واحدة.
ولكن هل يعني هذا أنني أبرِّر لزوجتك، ولغيرها من النساء، إهمالها زوجها؟
طبعاً أجيب بـ لا.
إنَّ على الزوجة ألا تنسى أنها خُلقت ليسكن الرجل إليها، وأنّ إرضاءها زوجها يُدخلها من أيِّ أبواب الجنة شاءت، وأنه مهما شغلها إبنها وأخذ من وقتها وجهدها فإنّ كثيرًا من الوقت والجهد يبقى لتمنحه لزوجها.
لتستفد كلُّ أمّ من غياب زوجها عن بيته في رعاية ولدها، وتلبية حاجاته، حتى إذا عاد إلى بيته كانت مهيَّأة له، تُحسن استقباله، والترحيب به، والجلوس معه، ومسامرته، وتلبية حاجاته المختلفة.
يبقى تهديدك لها بالزواج، وهذا ليس حلاًّ، لأن الثانية أيضًا لن ترضى أن تبقى دون حمل وإنجاب، فهي مثل غيرها من النساء لديها فطرة في أن تصبح أُمًّا، تحب أولادها وترعاهم، وستنشغل عنك إذا أنجبَتْ كما انشغلت الأولى
الكاتب: محمد رشيد العويد.
المصدر: موقع منبر الداعيات.